عبدالناصر عليوي العبيدي
---------------
حِـينَ جُـنَّ الـلَّيْلُ وَانْـشَقَّ الْـقَمَرْ
حَـيْثُ لَاحَ، انْـسَابَ فِـكْرًا لَا صُـوَرْ
قَـدْ تَـرَاءَى شَـكْلُهُ فِـي خَـاطِرِي
مَـحْـضُ ظِـلٍّ مِـنْ بَـقَايَا الـنُّورِ فَـرْ
كُـــلُّ حَــرْفٍ مِـنْـهُ نَـهْـرٌ لَا يُــرَى
يَـمْلَأُ الْأَرْوَاحَ هَـمْسًا في السَّحَرْ
والــنـدى صـــوتٌ قــديـمٌ ضــائـعٌ
ضَـمَّـهُ الـنـسيانُ فـي نـارِ الـقَدَرْ
عـلّقَتْ عـيني رجـاءً في الدُّجى
ثُــمَّ نَـامَتْ فِـي تَـجَاوِيفِ الـسَّفَرْ
كُـلُّ نَـبْضِي كَـانَ نَايًا فِي الْمَدَى
يَـسْتَبِيحُ الـصَّمْتَ، يَصْحُو إِنْ عَبَرْ
لا تـقـولي: كـنـتُ طـفلًا عـاشقًا
كـنتُ وجـهًا ضاعَ في ضوءِ القمرْ
كــنـتُ نـــارًا، ثـــمّ ظـــلًّا خـافـتًا
يـنـحـني لـلـعِـطرِ إن مـــرَّ الأثَــرْ
يـا أنـا... يـا نـصفَ مـعنى غـائباً
هل أنا الإنسانُ؟ أم وهمُ الخَبَرْ؟
مـنذ أن حَـطَّتْ رحـالي في الدُّنا
صرتُ فكرًا ضاعَ في صمتِ الحُفَرْ
وَاسْـتَعَاذَتْ مُـهْجَتِي مِنْ فِكْرَتِي
فـاستجارَ القلبُ من سِحرِ الفِكَرْ
كــلّـمـا أطــفـأتُ نـــارًا داخــلـي
أيـقـظتْ قـلبي سـيوفٌ كـالمَطَرْ
قُلْتُ: يَكْفِي... قَالَ ظِلِّي: لَا أَرَى
إِنَّــمَـا نُــحْـرَقُ كَــيْ نَـحْـيَا زُمَــرْ

