• اتصل بنا
  • من نحن
  • سياسة الخصوصية
منوعات شامية
  • مقالات
  • تحقيقات
  • تقارير
  • رياضة
  • حوادث
  • منوعات
Showing posts with label فنون وادب. Show all posts

Tuesday, 23 September 2025

  • فنون وادب
عدد التعليقات : 0 بواسطة : Elshamy


حَدَّثَنا رَجُلٌ دِمَشْقِيٌّ يُدْعى أبا حامدْ، وَهُوَ مُعَلِّمٌ مُتَقاعِدْ، وَيَدَّعِي أَنَّهُ لِلشِّعْرِ نَاقِدْ، هِوايَتُهُ شُرْبُ النَّرْجِيلَةِ وَفَصْفَصَةُ القَصائِدْ، 

يَجْلِسُ في مَقْهى النَّوْفَرَةْ، وَيَرْوِي القِصَصَ وَالحِكاياتِ المُعَبِّرَةْ.

قالَ، وَهُوَ يَنْفُثُ دُخانَ نَرْجِيلَتِهِ إِلَى الأَعْلَى كَأَنَّهُ دُخانُ قِطارِ الحِجازْ، وَهُوَ يُسْهِبُ في شَرْحِ الكِنايَةِ وَالمَجازْ:
«يا قَوْمُ، صارَ الإِبْداعُ لَدَى بَعْضِ التُّيُوسْ، 

كَهَواءِ البَطْنِ المَحْبُوسْ؛ يَظُنُّهُ صاحِبُهُ دُرًّا نَفيسْ، 

فَإِذا انْفَلَتَ اشْمَأَزَّتْ مِنهُ النُّفوسْ.

 وَيَقولُ: أَنا أَفْضَلُ مِنَ الَّذِينَ يَمْدَحُهُم (رَشِيدُ أَبُو قَيْسْ)،

 وَعَلَى الأَقَلِّ أَكْتُبُ أَفْضَلَ مِنْ أَدونِيسْ، 

وَلَدَيَّ أَفْكارٌ لَمْ تَخْطُرْ عَلى بالِ إِبْلِيسْ».
وَسَأَرْوِي لَكُمْ قِصَّةً تُعَبِّرُ عَنْ ذَلِكَ بِأَدَقِّ المَقايِيسْ:
عَزَمَتْ بَلَدِيَّتُنا العَتِيدَةْ،

عَلى إِقامَةِ مُسابَقَةٍ شِعْرِيَّةٍ مَجِيدَةْ.

 نُفِخَ في أَبْواقِ الإِعْلامِ، وَقِيلَ:
«يا أَهْلَ الأَقْلامِ، يا أَهْلَ القَوافِي وَالأَوْزانِ، وَأَرْبابَ الفَصاحَةِ وَالبَيانِ، هَلُمُّوا إِلَى المَهْرَجانِ؛ فَفِيهِ خَمْرٌ بِلَا عِنَبٍ، وَجَوائِزُ مَكْتُوبَةٌ عَلى صَحائِفَ مِنْ ذَهَبٍ».
فَهاجَتْ قَرائِحُ الشُّعَراءْ، كَما تَهِيجُ البِحارُ وَالأَنْواءْ:
هذا يَصْقُلُ بَيْتَهُ حَتَّى الصَّباحِ،
وَذاكَ يُزَرْكِشُهُ بِالقُرْنُفُلِ وَالقِداحِ،
وَآخَرُ يَحْلُمُ بِالجائِزَةِ وَجَنِي الأَرْباحِ.
وَجاءَ يَوْمُ الحَفْلِ المَوْعُودِ، أَمامَ الجُمهورِ وَالحُشُودِ،

 وَجَلَسَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ عَلى المِنَصَّةْ،

وَلِكُلِّ وَجْهٍ مِنْهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْعُبُوسِ وَحِصَّةْ.

يَتَرَأَّسُها رَجُلٌ أَصْلَعُ، لا يَحْتاجُ تَسْريحَةً وَلا قَصَّةْ؛

 النّاقِدُ الجَليلْ، الدُّكْتورُ فَهْمانُ الأَصِيلْ،

 صاحِبُ النَّظَرِيّاتِ في النَّقْدِ وَالتَّحْلِيلْ. 

وَعَنْ يَمِينِهِ وَشِمالِهِ اثْنانِ يُهَزّانِ الرَّأْسَ بِامْتِنانٍ،

 يُقَدِّمانِ لَهُ المَشُورَةَ وَالعَوْنَ، كَما يَفْعَلُ هامانُ لِفِرْعَوْنَ.

فَصَعِدَ الشّاعِرُ الأَوَّلُ وَأَلْقَى قَصيدَةً رَنّانَةْ، قَوِيَّةً وَمَتِينَةً كَالسَّنْدِيانَةْ. فَقالَ الدُّكْتورُ فَهْمان بِصَوْتٍ فِيهِ رَطانَةْ:
«تَقْلِيدِيٌّ مُبْتَذَلْ... قَلَّصْتَ المَعاني وَأَطْنَبْتَ الجُمَلْ».
وَجاءَ الثّانِي بِبَحْرٍ مِنَ المَعاني، يَجُرُّ أَذْيالَهُ كَزَعِيمِ حِزْبٍ لُبْنانِيٍّ. فَقالُوا:
«سَطْحِيٌّ وَمُباشِرٌ وَأَجْوَفْ... تَراكِيبُهُ مِنْ خَيْطِ العَنْكَبُوتِ أَضْعَفْ».
وَأَقْبَلَ الثّالِثُ بِصُوَرٍ تَجْرِيدِيَّةٍ وَاسْتِعاراتٍ مَكْنِيَّةٍ، فَرَدَّتِ اللَّجْنَةُ:
«فَلْسَفَةٌ فارِغَةٌ... وَفِيها مِنَ التَّكَلُّفِ أَدِلَّةٌ دامِغَةٌ».
فَنَزَلَ الشُّعَراءُ عَنِ المِنَصَّةِ مَهْزُومِينَ، كَجُنُودِ الصَّهاينَةِ في حَرْبِ تِشْرينَ.
وَإِذَا بِرَجُلٍ ثِقَتُهُ بِنَفْسِهِ قَوِيَّةْ،

 وَكَيْفَ لا، فَهُوَ الْمُقَرَّبُ مِنْ رَئِيسِ الْبَلَدِيَّةْ؟

 كَأَنَّهُ آتٍ مِنْ كَوْكَبِ زُحَلْ.

 فَصَعِدَ الْمِنَصَّةَ بِلا خَوْفٍ وَلَا وَجَلْ.

 وَوَقَفَ لِيَتَنَحْنَحَ كَعادَةِ شُعَراءِ البِلاطْ،

 لَكِنْ نَحْنَحَتُهُ كانَتْ قَوِيَّةً فَخَرَجَ الصَّفِيرُ وَالضَّراطْ.
ضَرْطَةٌ قَوِيَّةٌ هَزَّتْ أَرْكانَ المِنَصَّةْ،

 فَأَصابَهُ ارْتِباكٌ وَلَمْ يَعْرِفْ كَيْفَ يُلَمْلِمُ القِصَّةَ.
فَما كانَ مِنَ الدُّكْتورِ فَهْمان إِلَّا أَنْ وَقَفَ وَصاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَقَدْ غَمَرَهُ الاِرْتِياحْ:
«اللهُ اللهُ! هَذا هُوَ الإِبْداعُ الحَقِيقِيُّ في عَصْرِ الاِنْفِتاحْ.
حَقِيقَةً، إِنَّنا نَسْمَعُ أَجْمَلَ قَصيدَةٍ في الوُجُودْ! 

لَقَدْ تَجاوَزْتَ بِصَوْتِكَ كُلَّ الأَصْواتِ مِنَ الأَحْياءِ وَالأَمْواتِ.
لَقَدْ كَسَرْتَ بِقَصيدَتِكَ الجُمُودْ،

 وَتَحَرَّرْتَ مِنْ تَعْقِيداتِ الوَزْنِ وَالقُيُودْ،

 وَأَتَيْتَ بِقَصيدَةٍ حَداثِيَّةٍ، سَتَكُونُ المِسْمَارَ الأَخِيرَ في نَعْشِ القَصيدَةِ العَرَبِيَّةِ التَّقْلِيدِيَّةِ، وَانْتَقَلْتَ بِها إِلَى العالَمِيَّةِ، وَسَيَفْهَمُها كُلُّ النّاطِقِينَ بِالفُرانْكُوفُونِيَّةِ وَالأَنْكْلُوسَكْسُونِيَّةِ».
وَقالَ الثّانِي وَهُوَ يُلَوِّحُ بِيَدَيْهِ:
«يَا لَهَا مِنْ رَمْزِيَّةٍ تُغْنِي عَنِ الْوَصْفِ! إِنَّهَا صَرْخَةُ الْمَقْهُورِ فِي وَجْهِ الْعَسْفِ!»

إِنَّها الرَّمْزِيَّةُ الصّارِخَةُ لِلشُّعُوبِ المَكْبُوتَةِ مِنَ الاِسْتِبْدادْ؛ وَانْفِجارٌ مُدَوٍّ خَفَّضَ الضَّغْطَ وَفَتَحَ الاِنْسِدادْ!

 صَوْتُ الشَّعْبِ المَضْغُوطِ، وَهُوَ يُعَبِّرُ عَنِ السُّقُوطِ!».
وَأَضافَ الثّالِثُ وَهُوَ يَلُوكُ مُصْطَلَحاتِهِ:
«تَفْكِيكِيَّةٌ خالِصَةٌ! تَجْرِيدِيَّةٌ راقِصَةٌ!
إِنَّهُ الصَّوْتُ الأَوَّلُ قَبْلَ الكَلِماتِ! القَصيدَةُ الخَامُ الخارِجَةُ مِنْ أَعْماقِ الذّاتِ!».
فَضَجَّتِ القاعَةُ بِالتَّصْفِيقِ وَالهُتافِ، وَأُعْلِنَ أَنَّ القَصيدَةَ قَدْ فازَتْ بِالمُسابَقَةِ بِلَا خِلافٍ.
وَكُتِبَ في الجَرائِدِ وَالأَخْبارْ: «قَصيدَةُ الأَحْشاءِ تَكْتَسِحُ الأَشْعارْ!»


وَقَرَّرَتْ وِزارَةُ الثَّقافَةِ في الحالِ إِطْلاقَ جائِزَةٍ لا تَخْطُرُ عَلى بالٍ:
«جائِزَةُ الإِبْداعِ السَّنَوِيَّةِ لِلضَّرْطَةِ الشِّعْرِيَّةِ».
ثُمَّ خَتَمَ أَبُو حامِدٍ الدِّمَشْقِيُّ كَلامَهْ، وَأَطْفَأَ نِيرانَ اهْتِمامِهْ، قائِلًا:
«فَيا أَصْحابَ العُقُولْ، لا تَسْتَغْرِبُوا ما أَقولْ؛ 

فَحينَ يَحْكُمُ الفَهْلَوِيُّونَ وَالمُدَّعُونْ، يُصْبِحُ الهُراءُ فَنًّا، وَيَرْتَقِي المَأْفُونْ.
فَلا تَعْجَبْ إِنْ فازَ مَنْ ضَرَطَ، وَخَسِرَ مَنْ وَضَعَ عَلى الحُرُوفِ النُّقَطَ.
فَنَحْنُ في عَصْرٍ شِعارُهُ البَساطَةْ؛ فَمَنْ أَرادَ الشُّهْرَةَ وَالإِحاطَةْ،

 لا داعِيَ لِحِفْظِ كَلامِ القَوامِيسِ، وَلا يَتْعَبُ نَفْسَهُ كَبَقِيَّةِ الشُّعَراءِ المَتاعِيسِ.
عَلَيْهِ فَقَطْ أَنْ يَأْكُلَ صَحْنًا مِنَ الفُولْ، لِيَكْتُبَ الشِّعْرَ حَسَبَ القَواعِدِ وَالأُصُولْ، وَلا بَأْسَ بِالفَلافِلِ وَالبَصَلْ، وَيُطْلِقَ العِنانَ لِاسْتِهِ، الَّذِي عَلَيْهِ يُعْقَدُ الأَمَلْ!».

------

عبدالناصر عليوي العبيدي


اقرا المزيد
0

شارك عبر

0 0 0 +1

Thursday, 21 August 2025

  • فنون وادب
عدد التعليقات : 0 بواسطة : Elshamy




هُـــدُوءُ الـلَّـيْـلِ يَـضْـجَـرُ مِــنْ سُـكُـونِي

تَــغُــوصُ  خُــطَــايَ بِــالــدَّرْبِ الْـحَـزِيـنِ


وَقَـــــدْ  سِـــرْنَــا نُــحَــدِّقُ فِــــي سَــــرَابٍ

يُـــغَــنِّــي  لِــلــعِــطَـاشِ بِــــــلا مَــعِــيــنِ


أَنــــــــا  والــــحُــــزْنُ  أَنْــشَــبْــنَــا خِـــيَـــامًــا

عَـــلــى  طَــــرْفِ الـحَـقِـيـقَةِ وَالــظُّـنُـونِ


نُــعَــانِــقُ  لَــيْــلَـنَـا الْــمَــشْـحُـونَ زَيْـــفًــا

تَــــرَاكَـــمَ  مِـــــــنْ عَـــنَـــاءَاتِ الــسِّــنِـيـنِ


تَـــوَضَّــأْتُ  الْأَسَـــــى فِـــــي كُـــــلِّ فَـــــجٍّ

وَصَــلَّــيْــتُ  الــتَّــوَجُّـسَ فِـــــي عَــرِيــنِـي


فَهَلْ فِي الْأَرْضِ مَا يُرْضِي احْتِمَالِي؟

وَغَــــــدْرُ  الـــنَّـــاسِ أَصْـــبَــحَ كَـالْـيَـقِـيـنِ


أَنــــا  يـــا صَــمْـتَ لَـيْـلـي، كُــنْـتُ طِــفْـلًا

يُـخَـبِّـيءُ  فـــي الــنَّـدى شَــوْقَ الـجَـنِينِ


وَيَــحْــسَــبُ  أَنَّ فـــــي وَجْـــــهِ الــمَــرَايَـا

رُجُـــــوعًـــــا  لِــلــطُّــفُــولَــةِ  وَالـــحَـــنِــيــنِ


وَلَـــــكِــــنْ  كُـــــــــلُّ  مِـــــــــرْآةٍ تَـــــصَــــدَّتْ

بِــــكَـــفِّ  الــــشَّـــكِّ لِـــلْــوَجْــهِ الأَمِـــيـــنِ


فَــــأَدْرَكْــــتُ  الــنِّــهَــايَــةَ  قَــــبْـــلَ بَـــــــدْءٍ

لِـــمَـــا  تَــحْــوِيــهِ مِــــــنْ خُـــبْــثٍ دَفِـــيــنِ


تَــعَــلَّــمْـتُ  الْـــــــوَدَاعَ بِـــكُـــلِّ صَــــــوْتٍ

وَصَــافَـحْـتُ  الـشِّـمَـالَ مَـــعَ الْـيَـمِـينِ


أَنَــــا  وَالْــحَــرْفُ نَــغْــزِلُ مِـــنْ شَـظَـايَـا

رُؤًى  تُــقْــصِــي الـــرَّخَـــاوَةَ بِــالْـعَـجِـيـنِ


وَنَـــكْــتُــبُ  فِـــــــي مَــلَامِــحِـنَـا حُـــرُوفًـــا

تَــخَـطَّـتْ  فِــــي الْــــوَرَى حَـــدَّ الْـجُـنُـونِ


فَــإِنْ سَـأَلُـوكِ عَــنْ وَجَـعِـي، فَـقُولِي:

شِــــرَاعٌ  لَــــمْ يَــجِــدْ ظَــهْــرَ الـسَّـفِـيـنِ


أَنَـــــــــا  أَفْـــنَـــيْـــتُ  شِـــرْيَـــانِــي نَـــزِيـــفًــا

وَصُــغْــتُ  خُــطَــايَ مِـــنْ نَـــارٍ وَطِــيـنِ


أُقَــبِّــلُ  فِــــي الْــغِـيَـابِ ظِــــلَالَ أَهْــلِـي

وَأَلْــثِــمُ  فِــــي الْــجِــرَاحِ مَـــدَى الْـوَتِـيـنِ


سِــهَــامُ  الْــغَــدْرِ لَــــمْ تَــهْـدِمْ قِــلَاعِـي

فَـــقَــدْ  بَــنَــيْـتُ  عَـــلَــى صَـــخْــرٍ مَــتِــيـنِ


وَلَا  كَـــيْـــدُ الْــحَــسُــودِ يَـــهُـــدُّ رُوحِــــــي

هِــــيَ  اعْــتَــادَتْ عَــلَـى صَـــوْتِ الْأَنِــيـنِ


فَــيَـا  صَــمْـتَ الـسِّـنِـينِ، أَجِــبْ نِـدَائِـي

أَأَمْــــضِــــي،  أَمْ أُقِــــيـــمُ كَــمــالـرَّهِـيـنِ؟


أَأُكْـــمِــلُ  سَــيْــرِيَ الْـمَـنْـفِـيَّ وَحْــــدِي؟

فتُــطْــفَـأ نَـــشْــوَةُ الْأَحْــــلَامِ دُونِــــي؟


وَهَــــلْ  يَـكْـفِـيـكَ أَنْ تَــبْـكِـي قَـصِـيـدِي

إِذَا  مَـــــا مُـــــتُّ وَانْــغَـلَـقَـتْ جُــفُـونِـي؟


أَنَـــــا  فِـــــي فِــتْــنَـةِ الْــمَـعْـنَـى سُـــــؤَالٌ

يُــحَــلِّــقُ  فَــــــوْقَ هَـــامَـــاتِ الــظُّــنُـونِ


أُغَــــذِّي  الــصَّـبْـرَ إِنْ مَــــا ذَابَ صَــبْـرِي

وَلَا  أُفْــشِــي لِــمَــنْ حَــوْلِــي شُـجُـونِـي


فـــــإِنِّــــي  لَا  أُجِـــــيــــدُ الْــــيَــــوْمَ عَــــزْفًــــا

سِــوَى رَسْـمِ الـسُّكُونِ عَـلَى الْـجَبِينِ

--------------

عبدالناصر عليوي العبيدي


اقرا المزيد
0

شارك عبر

0 0 0 +1

Friday, 8 August 2025

  • فنون وادب
عدد التعليقات : 0 بواسطة : Elshamy


 

1 - هُنَا الْحَضَارَةُ وَالتَّارِيخُ وَالْعَجَبُ

     يَا سَائِلًا مَنْ أَنَا؟ مَهْلًا أَنَا حَلَبُ

 

2 - أَنَا الَّتِي شَابَ فِي تَكْوِينِهَا بَشَرٌ

     وَمِنْ جَبِينِي تُضِيءُ الشَّمْسُ وَالشُّهُبُ

 

3 - صَاغَ الْإِلَهُ جَمَالِي آيَةً ،. عَلَمًا

     مَدَى الزَّمَانِ تُرَاثًا لَيْسَ يَحْتَجِبُ

 

4 - فَفِي ثَرَايَ مُلُوكٌ قَدْ ثَوَوْا وَبَنَوْا

    صُرُوحَ عِزٍّ،. حِمَى الْجَوْزَاءِ تَغْتَصِبُ

 

5 - خُيُولُ آشُورَ وَالْحِثِّيِّ عَابِرَةٌ

    وَكُلُّ مَنْ مَرَّ مِنِّي الْفَخْرَ يَكْتَسِبُ

 

6 - وَقَلْعَتِي شَاهِدٌ لَمْ يَمْحِهِ زَمَنٌ

    صَوْتُ الْأَذَانِ بِهَا مَا مَرَّتِ الْحِقَبُ

 

7 - أَبْرَاجُهَا فَوْقَ هَامِ الْمَجْدِ رَاسِخَةٌ

    لَهَا انْحَنَى الدَّهْرُ حَتَّى كَادَ يَنْحَدِبُ

 

8 - هُنَا ابْنُ حَمْدَانَ قَدْ أَغْنَى مَجَالِسَهَا

    بِهِ تَبَاهَى الْقَرِيضُ الْفَذُّ وَالنُّخَبُ

 

9 - أَنَا الَّتِي أَطْرَبَ الدُّنْيَا مُوَشَّحُهَا

    وَبِالْقُدُودِ الَّتِي يُشْفَى بِهَا التَّعَبُ

 

10 - صَبَاحُ فَخْرِيْ عَلَى الدُّنْيَا يُرَدِّدُهَا

     فَيَنْتَشِي السَّمْعُ وَالْوِجْدَانُ وَالطَّرَبُ

 

11 - لِمَطْبَخِي نَكْهَةٌ مُثْلَى إِذَا ذُكِرَتْ

       فِيهِ الْأَطَايِبُ وَالتَّنْوِيعُ وَالْكُبَبُ

 

12 - أَبْوَابِيَ السَّبْعَةُ الْغَرَّاءُ شَامِخَةٌ

      فَكُلُّ بَابٍ لَهُ، تَارِيخُهُ الْخَضِبُ

 

13 - لِلنَّصْرِ بَابٌ، يَدُ الْأَحْرَارِ تَفْتَحُهُ

      حَتَّى يَعُودَ لَهَا أَبْنَاؤُهَا النُّجُبُ

 

14 - بَابُ الْحَدِيدِ وَقِنَّسْرِينَ قَدْ شَهِدَا

     كَيْفَ الْفُلُولُ بِجُنْحِ اللَّيْلِ قَدْ هَرَبُوا

 

15 - سُوقُ الْمَدِينَةِ إِعْجَازٌ بِهَنْدَسَةٍ

      كَيْفَ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الْأَقْوَاسُ وَالْقُبَبُ

 

16 - فِيهِ الصَّنَائِعُ وَالْإِبْدَاعُ فِي حِرَفٍ

       فِيهِ الْبَضَائِعُ وَالْأَلْمَاسُ وَالذَّهَبُ

 

17 - هُنَا الْجَمَالُ لَهُ فِي أَهْلِهَا نَسَبُ

      وَفِي الْخُدُورِ بِهَا يُسْتَوْطَنُ الْحَسَبُ

 

18 - إِذَا مَشَتْ، خِلْتَ غُصْنَ الْبَانِ مُنْعَطِفًا

      وَالشَّمْسُ مِنْ وَجْهِهَا الْوَضَّاءِ تَنْتَقِبُ

 

19 - بِكُلِّ خَطْوٍ يَسِيرُ الْحُسْنُ مُحْتَشِمًا

       فَلَا جُنُوحٌ.. وَلَا مَيْلٌ.. وَلَا صَخَبُ

 

20 - وَرِقَّةٌ فِي حَدِيثٍ إِنْ هَمَسْنَ بِهِ

        تَكَادُ مِنْ لُطْفِهِ الْأَحْجَارُ تَنْتَحِبُ

 

21 - إِنْ قُلْتَ شَهْبَاءَ.. قَالَ الْحُسْنُ فِي ثِقَةٍ

      نِسَاؤُهَا الْحُسْنُ.. وَالْأَخْلَاقُ.. وَالْأَدَبُ

 

22 - وَفِي الرِّجَالِ شُمُوخُ الطَّوْدِ إِنْ وَقَفُوا

       وَهِمَّةٌ دُونَهَا الْأَفْلَاكُ تَضْطَرِبُ

 

23 - هُمْ أَهْلُ جُودٍ.. فَبَابُ الْبَيْتِ مُنْفَتِحٌ

       وَلِلضُّيُوفِ مَسَاءً تُفْرَشُ الْهُدُبُ

 

24 - بِكَفِّهِمْ كَرَمٌ، كَالْغَيْثِ إِنْ هَطَلَتْ

        فَيَنْضَجُ التِّينُ وَالتُّفَّاحُ وَالْعِنَبُ

 

25 - وَفِي الشَّهَامَةِ لَا تَسْأَلْ.. فَهُمْ أَبَدًا

      أَهْلٌ لَهَا وَبِهَا قَدْ خَصَّهُمْ لَقَبُ

 

26 - إِذَا اسْتَغَاثَ بِهِمْ مَنْ مَسَّهُ، ضَرَرٌ

       قَامُوا لِنُصْرَتِهِ.. فِي الْحَالِ وَاحْتَسَبُوا

 

27 - ثَقَافَةُ الْفِكْرِ فِي أَعْمَاقِهِمْ نُقِشَتْ

       لِمَجْلِسٍ مِنْهُمُ لِلْعِلْمِ تَنْجَذِبُ

 

28 - أَبْنَاءُ عِزٍّ.. وَأَهْلُ الرَّأْيِ إِنْ عَظُمت

       خُطُوبُ دَهْرٍ.. فَهُمْ لِلْحَلِّ قَدْ غَلَبُوا

 

29 - إِنِّي الْعَقِيدَةُ.. وَالْإِصْرَارُ فِي بَلَدِي

      شَعْبِي عَظِيمٌ.. أَبِيٌّ.. صَابِرٌ.. حَزِبُ

 

30 - كَمْ قَاتَلَتْنِي جُيُوشُ الظُّلْمِ قَاطِبَةً

      وَكَمْ تَكَسَّرَ فِي أَعْتَابِيَ اللَّهَبُ

 

31 - لَقَدْ تَكَالَبَ أَهْلُ الْبَغْيِ وَاجْتَمَعُوا

      الْفُرْسُ وَالزُّطُّ وَالرُّومَانُ وَالذَّنَبُ

 

32 - لَكِنْ سُيُوفُ بَنِي الْأَحْرَارِ تَحْرُسُنِي

      فَالشَّمْسُ تَخْشَعُ إِنْ يَوْمًا هُمُ غَضِبُوا

 

33 - كَمْ نَكْبَةٍ عَبَرَتْ.. كَمْ مِحْنَةٍ كَسَرَتْ

        ظَهْرَ الْجِبَالِ وَلَمْ تُلْوَ لِيَ الرُّكَبُ

 

34 - أَظَلُّ شَامِخَةً.. وَالنُّورُ يَعْمُرُنِي

     يَأْتِي الصَّبَاحُ.. وَلَيْلُ الْحُزْنِ يَنْسَحِبُ

 

35 - أَنَا دِمَشْقُ.. وَبَغْدَادُ الشُّمُوخِ أَنَا

      إِنْ فَرَّقُونَا.. فَفِي الْأَرْوَاحِ نَقْتَرِبُ

 

36 - سَأَرْجِعُ الْفَجْرَ مَهْمَا طَالَ بِي ظُلَمٌ

     وَتُشْرِقُ الشَّمْسُ.. وَالْأَحْزَانُ تُسْتَلَبُ

 

37 - فَاكْتُبْ. مِنَ الشِّعْرِ مَا تَرْضَاهُ يَا قَلَمِي

      عَنِ الَّتِي حُبُّهَا فِي الْقَلْبِ يَنْتَصِبُ

 

38 - فَكُلُّ حَرْفٍ بِغَيْرِ الْحَاءِ مُنْتَقَصٌ

     وَكُلُّ شِعْرٍ بِغَيْرِ الْبَاءِ مُجْتَنَبُ

 

39 - أَنَا ابْنَةُ الْمَجْدِ،. وَالْعَلْيَاءُ مِنْ نَسَبِي

      فَمَنْ كَمِثْلِي لِهَذَا الْمَجْدِ يَنْتَسِبُ

          ------

        عبدالناصر عليوي العبيدي

اقرا المزيد
0

شارك عبر

0 0 0 +1
Older Posts Home

اتصل بنا

Name

Email *

Message *

رياضة

تصنيفات

شركاؤنا

فني تكييف بالكويت تصليح ثلاجات الكويت تصليح غسالات الكويت