• اتصل بنا
  • من نحن
  • سياسة الخصوصية
منوعات شامية
  • مقالات
  • تحقيقات
  • تقارير
  • رياضة
  • حوادث
  • منوعات

Wednesday, 2 July 2025

  • فنون وادب
عدد التعليقات : 0 بواسطة : Elshamy



--------------
حدّثنا أبو الفتحِ النيسابوريّ عن أبي القاسمِ الطَّنبوريِّ، وكان شيخاً عجيباً لبيباً، وبليغاً أديباً أريباً، يصلحُ أن يكونَ لكلِّ ذي سقمٍ طبيباً، قال:
سُئلتُ يوماً في مجلسٍ من مجالسِ الأخيار، فقالوا: يا أبا القاسم، قد علمنا أنّك رجلٌ من أهلِ الأسفارْ، جُبتَ الأمصارْ، وخالطتَ الشيوخَ وكبارَ التجّارْ، وجلستَ إلى الأمراءِ والوزراءِ وأربابِ القرارْ، فحدّثنا عن أعجبِ ما رأيتَ في أعوامِكْ، وأطرفِ ما مرّ بك في أيّامِكْ.
قال: نعم، سأُحدّثُكم عن حادثتَين، فيهما من العِظةِ والعِبَرْ ما يصلحُ عبرَ الزمانِ والدّهرْ، لمن يريد أن يستفيدَ من الأخبارِ والسِّيَرْ.
إحداهما بمدينةِ السّراب في دولةِ القمع والإرهابْ، في عهدِ الملكِ الضليلِ هابيلَ بنِ شَرْشابيل، وسأبدأ من غيرِ مقدماتٍ وشرحٍ طويلْ:
حدثَت ثورةٌ في إحدى البلدان، إذ كتب بعضُ الصبيانِ عباراتٍ على الحوائطِ والجدران، فجنّ جنونُ جماعةِ هابيل، وطاش عقلُهم كأصحابِ الفيل، فجمع قائدُ الشرطةِ الأولادْ، وقال: سأُربِّي بهم جميعَ البلادْ، وأجعلُهم عِبرةً لكلِّ المتمردين من العبادْ.
فقلع الأظفار، وحرّق الأماكنَ الحسّاسةَ في الأجسادْ، فحزن الناس، وتمزّقتِ الأكبادْ، وقالوا: إلى متى سنقبل هذا الظّلمَ والفسادْ؟

أما هابيل "العُكْروتْ"، فجمع جميعَ جلاوزتهِ ورجالَ الكهَنُوتْ، باحثاً عن حلٍّ لكي يستمرَّ الجبروت والطغيانْ ، وتتناسى الناسُ الأمرَ وكأنّه ما كانْ.
الكاهنُ طنّوسْ بنُ قادوسْ، صاحبُ الشرفِ والنّاموسْ، قال: يجب أن تكونَ هناك حربٌ ضروسْ، على كلّ متمردٍ بالحريةِ مهووسْ، وطاعةُ الرئيسِ واجبةٌ على المَرؤوسْ، وهو بعنايةِ الربِّ محروسْ، وعلينا أن نتخلّصَ من كلِّ ثائرٍ مدسوسْ، وقد اتّفق على بقاء زعيمنا الأمريكانُ والرّوسْ، ويدعمه اليهودُ والمجوسْ، ونُشجِّع على أن نجعلَ كيد الثائرين مدحورْ، وكبيرهم وصغيرَهم تحت أنقاضِ بيتِه مطمورْ، وسأباركُ الطائراتِ التي تقصفُهم بالبخورِ والكافورْ، وأهتفُ للمدافعِ والرّصاصْ، وأكتبُ على القذائفِ آياتٍ من سفرِ الخلاصْ.
وأما الكاهنُ الثاني، عَتريسْ شريكُ إبليسْ، فقال: لا يمكنُ أن تقومَ دولةٌ من غيرِ سيادةِ الرئيسْ، هذا الرجلُ ما رأيتُ مثلَه قدِّيسْ، حتى لو اتفق جميع الناس على أنه خسيسْ، هو الناطقُ بالحكمةِ في كلِّ همسةْ، والذي تحلُّ علينا بركاتُه في كلِّ لمسةْ، وهو الذي ثبّت أركانَ الدنيا، واخترعَ الأبعادَ الخمسةْ، وفتحَ الأبوابَ المُغلَقةْ، وأطفأ نارَ الفتنةِ المستعِرةَ المُحرقةْ، وجعلَ من الظلمةِ سُرُجاً، ومن الكذبِ موعظةً وهرجاً. ولم ير في ذلك حرجا.
وأما الكاهنُ الثالث، ثعلوبْ بنُ مكلوبْ، فقال: كيفَ نتخلّى عن زعيمٍ من شعبِه محبوبْ؟

وقد ملكَ بمحبّتِه سويداءَ القلوبْ!

فليخسأ من تجرّأ على مقامِه المرهوبْ،

 لقد ضعفَ الطالبُ، وعزَّ المطلوبْ.

ولنجعلنّهم بين خيارَين اثنَين: إمّا سجينٌ، أو على جذعِ النخلِ مصلوبْ. 

كيف يتطاولون على نبيٍّ مُرسَلْ، وعلى الحقِّ ثابت لا يتحوّلْ، ومن يُطالبُ بخلعهِ، حتماً هو أعورُ أو أحولْ.

 هو نعمةٌ منَّ بها اللهُ على المؤمنين، ولا نسمحُ أن يصبح مهزلة على أيدي الخونة والمنحرِفين، وإنّا على خطاه سائرون إلى يومِ الدين.
وأما جمهورُ الحميرِ والكلاب، فَعَلا لديهم النهيقُ والنّباحْ، وقالوا: إنّ قتلَ المتآمرين مباحْ، وعرضُهم مستباحْ، وسنبيدُهم قبلَ أن تشرقَ عليهم شمسُ الصباحْ، ونُفرغَ عليهم جامَ الانتقامِ والسلاحْ.
فأغلقوا أمامَ الحُلولِ الأبوابْ، ونشروا في البلادِ الدمارَ والخرابْ،

 فأصبحت خاويةً على عروشِها من غيرِ ساكنين، وهم حولَها يطوفون كالشياطين، يتباكون جائعين، وكأن الله عاقبهم على مافعلوه بالمساكين، فدارت عليهم دائرةُ السّوء، وارتدّ كيدُهم في نحورِهم، وانقلبت أفراحُهم نياحْ. وذهبت كل جهودهم أدراج الرياحْ ،وبات سقف أمانيهم أن يجلس الفرد في بيته مرتاحْ
وأما الثانية، فكانت في دولةِ الفروخ، في عهدِ الملكِ نَخنوخ بنِ أُخنوخ، الذي أراد توطيدَ حكمِه بالتملّقِ وتمسيحِ الجوخْ، ومعاملةَ اللّصوصِ كأنّهم أسيادُ بني تنوخْ، 

ظَنًّا أَنَّ النَّفَايَاتِ تَصْلُحُ لِلتَّدْوِيرْ.، متوهّماً أنّه يبني للمودّةِ جسورْ، ويُطفئُ حقدَهم المستعرَ في الصدورْ، وهو يغلي كما تغلي قدور الطبيخْ، 

عازفاً على نايٍ مَشروخْ، متغافلاً أنّ الجراثيمَ لا تموتُ إلّا بالمطهّرِ والزّرنيخْ.
علِمَ أو لم يعلمْ أنهم قد اشتهروا بالانبطاحِ والرّضوخْ،

 وكبيرُهم كان يقفُ أمام الزّعيمِ القديم العظيمِ متجمّداً  كالظّليمِ المَصلوخْ، مشيداً بإنجازاتِه الفريدةْ، ومُضخّماً لعطايَاه الزهيدةْ،

 ومنبهِراً بشخصيّتِه التافهةِ البليدةْ،

 يتغزّلُ بكلامِه كما تتغزّلُ العذارى بنجمةٍ بعيدةْ،

 ويصفُه بأنّه المهديُّ الموعودْ، والبلسمُ المشهودْ، 

والوليُّ الذي من لُطفِه تُثمر أعوادُ القتادِ ورودا، وتُغنّي الصخورُ نشيدا.
فما زادهم تسامحُه معهم إلّا تجبّراً وغطرسةْ، فأخذوا يُلقون عليه الخُطبَ والمواعظ، وكأنّه تلميذٌ عندهم في المدرسةْ،

 جاء ليتعلم من الأغبياء الجبر الهندسةْ،
فسبّبوا لواليه الهواجسَ والهَلْوَسَةْ،

 وسلّطوا عليه القوارضَ والذبابْ، وعضّته في عقرِ دارِه الكلابْ، ولم يجدْ في عونِهم إلّا المصاب تلو المصابْ، ففرّ من المدينةِ خائفاً كفرارِ القملةْ، وتحوّلَ الفيلُ العظيمُ لنملةْ، ووصلَ إلى الملكِ يشكو قلة الحيلةْ وانعدام الوسيلةْ
فظنَّ الناسُ أنّه سيأتي بالمددْ ولن ينجو من عقابه أحدْ، وأنه سيعالج كلَّ علّةْ، ويجعلُهم عبرةً لكلّ ملّةْ ،
لكن تفاجؤوا بعد فترة عاد لهم بالمال والهدايا، والإعتذار من جميع الشباب والصبايا، ويقبل رأس هامانْ ويقول سامحني ياسيدي أنا ندمانْ, فشجع بفعلته جميع الأرانب والضباعْ, وأصبح مسخرة في القرى والضياعْ,
وهكذا، يا كرام المجالس  و يا فطاحل المحافل، كانت حكايتي درسًا من دروس الزمان،

 ونقشًا في ألواح العبر لكل عاقل فهمان.
ففي الأولى رأينا كيف يُبرّر الطغيانُ بالدين، ويُمسَحُ الجرحُ بالكافور والسِّكِّين،

 وكيف يصبح المجرمُ قديسًا، والقاتلُ ناطقًا باسم رب العالمين.

 وفي الثانية، تبين لنا أن التساهل مع الخائنين كمن يُرَقِّع خرق السفينة بغربال،

لا يُغني ولا يُنجي من المآل،

 فالمتخاذل مع اللئيم لا يَسْلَمْ، والمتهاون مع الذئب لا يَغْنَمْ، وإن لبس له ثوب الحمل وتغافل وتبسَّمْ.
وهكذا، من ركن إلى الظالمين نُكِبْ، ومن قبَّل يدَ الجلادِ رُكِبْ، ومن أعطى السفهاءَ مفاتيحَ البلادْ، جُنِيَ عليها بالخرابِ والفسادْ.

-------

عبدالناصر عليوي العبيدي


اقرا المزيد
0

شارك عبر

0 0 0 +1

Monday, 30 June 2025

  • فنون وادب
عدد التعليقات : 0 بواسطة : Elshamy


------

في عَيْنَيْكِ

تُشْرِقُ أَلْفُ شَمْسٍ

لا تَأْفُلُ

وَيَغْفُو اللَّيْلُ فِي هُدْبِ النَّهَارْ

وَفِي رَمْشِكِ الْمَائِيِّ

ضَوْءٌ لا يُرَى

لَكِنَّهُ

يَمْسَحُ الْغِيَابَ عَنِ الْمَدَى

وَيَرْسُمُ الْعَالَمْ

إِذَا نَظَرْتِ إِلَيَّ...

انْزَاحَ مِنْ وَجْهِي الزَّمَانْ

وَغَفَا اللُّغْزُ الْقَدِيمُ عَلَى يَدَيَّ

كَأَنَّكِ فِكْرَةٌ

هَبَّتْ مِنَ الْغَيْمِ الْبَعِيدِ

وَلَمْ تَزَلْ...

***

يَدَاكِ؟

تَرْفُرِفَانِ عَلَى جَبِينِي

كَفَرَاشَتَيْنِ خَرَجَتَا مِنَ الطِّينِ

لَكِنَّهُمَا

تَحْمِلانِ نَدَى السَّمَاوَاتِ الْقَدِيمَةْ

وَصَوْتُكِ...

رَعْشَةُ وَتَرٍ عَلَى صَدْرِ الْمَسَاءْ

إِذَا تَحَدَّثْتِ

أَوْقَفْتِ هَذَا الضَّجِيجَ

كَأَنَّ اللُّغَةَ خَجْلَى مِنْكِ

تَرْجُفُ كَيْ تَقُولْ

وَلا تَقُولُ

***

أَنَا لا أَرَاكِ

وَلَكِنِّي أُلْمِسُكِ فِي فَوْضَى الْعِطْرِ

فِي شِرَاعِ دُخَانِ سِيجَارَتِكِ الْمُسَافِرِ

فِي زَوَايَا الْمَكَانِ

وَفِي فِنْجَانِ قَهْوَتِكِ الأَخِيرْ

أَرَاكِ...

حِينَ يَخُونُنِي الْحَنِينُ

وَأَسْرِقُ مِنْ يَدَيَّ رُؤَايْ

تَجِيئِينَ...

كَأَنَّكِ نُبُوءَةُ وَرْدٍ لا تَذْبُلْ

وَلا تُكْتَبْ

***

الْحُبُّ؟

لَيْسَ رِسَالَةً

وَلا وَرْدَةً تُلْقَى

وَلا يَدَيْكِ حِينَ تَمْسَحَانِ اللَّيْلَ عَنْ كَتِفَيَّ

الْحُبُّ نَفَسٌ

يَنَامُ عَلَى جِدَارِ الرُّوحِ

وَيُوقِظُنِي

إِذَا طَافَتْ رُؤَاكِ عَلَى دَمِي

وَذَهَبْتِ...

***

فَعُودِي إِنْ أَرَدْتِ...

أَوْ لا تَعُودِي

يَكْفِينِي

أَنَّكِ كُنْتِ مَرَّةً

سَمَاءً تَهْطُلُ الْكَلِمَاتِ

مِنْ غَيْرِ مَطَرْ

وَأَنَّنِي كُنْتُ

ظِلَّكِ الْحَالِمْ...

---

عبدالناصر عليوي العبيدي


اقرا المزيد
0

شارك عبر

0 0 0 +1

Saturday, 28 June 2025

  • فنون وادب
عدد التعليقات : 0 بواسطة : Elshamy




مَـــا انْــحَـازَ يَــوْمًـا طَــيِّـبٌ لِـخَـبِيثِ

جُـــرْبُ الْــكِـلَابِ حَـبِـيـبَةُ الْـبَـرْغُوثِ

-

هَــذِي الْـحَـقِيقَةُ لَا مَـجَـالَ لِـنَقْضِهَا

قَــــدْ أُثْــبِـتَـتْ بِــدِرَاسَــةٍ وَبُــحُـوثِ

-

بَــلْ قَــدْ يُـفَـاخِرُ حِـيـنَ يَـلْثُمُ نَـعْلَهَا

وَكَـــأَنَّــهُ  جُـــــزْءٌ مِــــنَ الْــمَــوْرُوثِ

-

وَلَــــهُ  نَــظَـائِـرُ لَا تَــفُــوّتُ فُــرْصَــةً

إِلَّا  وَتَـــذْكُــرُ عِــشْـقَـهَـا بِــحَــدِيـثِ

-

نَشَرُوا الْخَبَائِثَ فِي الْمَدَائِنِ وَالْقُرَى

حَــتَّـى يُــصَـابَ الــنَّـاسُ بِـالـتَّلْوِيثِ

-

مُـسْـتَنْقَعٌ يَـحْـوِي الـرَّذِيـلَةَ وَالـخَـنَا

وَمُــــصَـــدِّرٌ  لِــــقَـــذَارَةٍ وَرُفُـــــــوثِ

-

كَـالْحَيَّةِ الـرَّقْطَاءِ تَسْعَى فِي الْوَرَى

تُــؤْذِي الْـجَـمِيعَ بِـسُـمِّهَا الْـمَنْفُوثِ

-

قَــدْ أَنْـشَـؤُوا بَـيْـنَ الْـبُـيُوتِ حَـظَائِرًا

بِــهَـا لَـمْـلَمُوا مِــنْ حَـائِـلٍ وَرَغُــوثِ

-

وَبِــهَــا تَــجَـمَّـعَ كُـــلُّ غِـــرٍّ نَــاهِـقٍ

آذَى الْـــوَرَى فِـــي رَوْثِــهِ الْـمَـبْثُوثِ

-

مَـــا عَـــادَ لُـبْـنَـانُ الْـجَـمِيلُ مَـنَـارَةً

بَــــلْ مَـنْـبَـعًا لِـلْـقُـبْحِ وَالـتَّـشْـعِيثِ

-

صَـــنْــعَــاءُ تَـــــــاجٌ لِــلْــعُـرُوبَـةِ دُرَّةٌ

طَـمَـسَتْ مَـعَـالِمَهَا ضِـبَاعُ الْـحُوثِي

-

تُــرِكَـتْ تُـعَـانِـي بَـعْـدَ غَــزْوِ عَـابِـثٍ

مَــكْــلُـومَـةً مُــحْــتَـاجَـةً لِــمُـغِـيـثِ

-

صُـفْـرُ الْـعَقَارِبِ فِـي الْـبِلَادِ تَـوَزَّعَتْ

وَبِـشَـامِـنَا قَـــدْ خَـطَّـطَـتْ لِـمُـكُوثِ

-

وَسَعَتْ لِصَرْفِ النَّاسِ عَنْ تَوْحِيدِهِمْ

لِــعِــبَــادَةِ الْأَصْـــنَـــامِ وَالــثَّــالُــوثِ

-

لَــكِــنْ  دِيَـــارُ بَــنِـي أُمَــيَّـةَ قَـلْـعَـةٌ

فِـيـهَا رِجَــالٌ فِــي الْـوَغَـى كَـلِيُوثِ

-

طَـــرَدُوا الْــجِـرَاءَ وَقَـطَّـعُـوا أَذْنَـابَـهُمْ

بَـــاتُــوا  غُـــثَــاءً هَـــارِبًــا بِـقَـعَـيْـثِ

-

(شَـهْـنَـامَةُ) الْأَحْــقَـادِ لَا تَــتَـرَدَّدِي

صُـولِـي بِـأَرْضِ الْـمُسْلِمِينَ وَعِـيثِي

-

فَــبَــنُـو أُمَـــيَّــةَ حُــــرَّةٌ أَخْــلَاقُـهُـمْ

لَــــمْ يَــغْــدِرُوا بِـمُـسَـالِـمٍ وَرَثِــيـثِ

-

لَـكِـنَّـهُمْ قَـــدْ أَقْـسَـمُوا أَنْ يَـجْـعَلُوا

جَـيْـشَ الْـمَـجُوسِ مُـمَـزَّقًا كَـفُـرُوثِ

-

أَرْضُ الْــعُــرُوبَـةِ لِــلْأَمَـاجِـدِ مَــرْتَــعٌ

مُــنِـعَـتْ عَــــنِ الْــقَــوَّادِ وَالــدِّيُـوثِ

---

عبدالناصر عليوي العبيدي


اقرا المزيد
0

شارك عبر

0 0 0 +1

Monday, 23 June 2025

  • منوعات
عدد التعليقات : 0 بواسطة : Elshamy


----

تُـخِـمْنَا بَـعْـدَ أَطْـبَـاقِ الْـكَرَامَةْ

فَـلَمْ نَـعْتَدْ عَلَى تِلْكَ الدَّسَامَةْ


لِأَنَّ شُـعُـورَنَـا الْـفَـجْـعَانَ غِـــرٌّ

وَتَـحْـكُمُنَا الـشَّـهِيَّةُ وَالـنَّـهَامَةْ


شَـطَـطْنَا بِـالْـخَيَالِ إِلَـى بَـعِيدِ

وَرَاءَ الْـغَـيْمِ بَـعْـدَ ذُرَى تِـهَـامَةْ


فَـأُمَّـتُـنَا الْـعَـظِيمَةُ ذَاتُ مَـجْـدٍ

تَـلِـيقُ بِـهَا الـزَّعَامَةُ وَالْـفَخَامَةْ


وَلَــكِـنْ قَـــدْ تَـفَـاجَأْنَا سَـرِيـعًا

بِـــأَنَّ الْــهَـمَّ تَـدْوِيـرُ الْـقُـمَامَةْ


وَيُـعْـلَى شَــأْنُ أَفَّــاقٍ جَـهُـولٍ

وَيُجْعَلُ مِنْ وَضِيعِ النَّفْسِ قَامَةْ


وَيُـطْـلَـبُ أَنْ نُـصَـفِّقَ دُونَ لَأْيٍ

وَنَـدْفِـنَ رَأْسَـنَـا مِـثْلَ الـنَّعَامَةْ


نُـدَارِي مَـنْ طَـغَى يَـوْمًا عَلَيْنَا

نَـلُوكُ الْـجُرْحَ نَصْطَنِعُ ابْتِسَامَةْ


وَنَـطْلُبُ مِـنْهُ أَنْ يَـرْضَى عَلَيْنَا

فَـيَـرْكَـبُنَا إِلَــى يَــوْمِ الْـقِـيَامَةْ


فَـشُكْرًا يَـا زَمَـانَ الْـقَهْرِ شُكْرًا

فَـقِـمَّةُ نَـصْرِنَا نَـرْجُو الـسَّلَامَةْ

---

عبدالناصر عليوي العبيدي


اقرا المزيد
0

شارك عبر

0 0 0 +1

Tuesday, 17 June 2025

  • فنون وادب
عدد التعليقات : 0 بواسطة : Elshamy



بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

في صفحات التاريخ العربي، دروس لا تنتهي، وعِبَر تتكرر كلما ظنّ الناس أن الزمان قد تغيّر، وما هو بمتغيّر. من تلك الدروس الموجعة، حكاية الراعي النُميري، الغلام الأحمق الذي جلب العار لقومه بني نُمير، فكان سببًا في تردّيهم، وسخريّةً يلوكها الأدب العربي حتى اليوم.

كان الراعي لا يملك من العير والنفير إلا قطميرًا، ولا من الفطنة والعقل إلا ما يؤهّله ليكون قرادةً في أذن بعير. ومع ذلك، اندفع بكل حمقه، وتدخل فيما لا يعنيه، وجعل نفسه رأس حربة في معركة شعرية شرسة بين جرير والفرزدق، فانحاز إلى الفرزدق، وهاجم جريرًا ظنًّا منه أنه فارس المعركة، فصعقه جرير ببيت واحد نسف تاريخه، وأذلّ قبيلته:

فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِن نُمَيْرٍ
فَلَا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلَا كِلَابَا

لم يُصب جرير الراعي وحده، بل أصاب بني نُمير جميعًا، حتى أصبحوا يُذكرون على سبيل الهزء، لا الفخر، ومات ذكرهم في ميادين العز، وصاروا عبرة لمن يتكلم في غير وقته، أو ينخرط في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل.

العبرة الأولى: لا تكن راعي نُمير في معركة الأمم

ويا أيها العرب اليوم، أما آن لكم أن تفهموا أن في كل معركة كبرى، راعي نُمير جديد؟! يغترّ بالحماسة، ويستفزّه صهيل الشعارات، فيقف حيث لا يجب، ويصطف مع طرف لا يرى فيه إلا سراب نصر كاذب، ثم لا يلبث أن يُرمى هو وقومه في مجاهل التاريخ!

إن المعركة اليوم بين مشروعين طامعين:

  • مشروع الكيان الصهيوني، الغاصب الجاثم على صدر فلسطين منذ أكثر من ثمانية عقود، والذي لم يكتفِ باغتصاب الأرض، بل يسعى اليوم للتوسع، والهيمنة، والتطبيع الكامل مع المحيط العربي، متسلحًا بالدعم الغربي المطلق.

  • ومشروع الملالي في إيران، الذي رُفعت شعاراته البراقة لتحرير القدس، بينما حرّر الضغينة، وصدّر الموت والخراب إلى كل قطر عربي، بدءًا من بغداد، وليس انتهاءً بدمشق وصنعاء.

من يغذي الصراع؟ حلفاء العدو وحماة الكذبة

لنعترف، ونحن متجردون من العواطف والخرافات، أن الكيان الصهيوني ما كان ليستمر لولا زرعه من قِبل قوى الاستكبار العالمي. فمن الذي اعترف به أولًا؟ ليست أمريكا، بل الاتحاد السوفياتي، ومعه دول كثيرة قيل إنها مناصرة للمظلومين. ثم جاءت روسيا البوتينية، التي يزعم بعض "الطوباويين" العرب أنها تسعى إلى عالم متوازن متعدد الأقطاب، فإذا بها تحرق سوريا وتختبر أسلحتها على الشعب الأعزل، بينما تمنح الطيران الصهيوني حرية مطلقة في سماء دمشق، ليضرب ما يشاء وقت ما يشاء.

ومن الذي أوهم العرب بانتصارات زائفة، ألبسهم الهزيمة ورداء النكسة؟ حكومات الاستبداد التي كانت تهتف "إلى البحر"، فإذا بنا نحن من يُلقى في البحر… بحر المخيمات، والشتات، والذل!

وها هو نزار قباني يلخص المشهد في قوله:

"الأنبياء الكاذبون يقرفصون على الشعوب، ولا رسالة.
لو أنهم من نصف قرن حرروا زيتونة أو برتقالة."

ومن إيران جاء البلاء… باسم القدس!

فلننتقل إلى الطرف الآخر، الطرف الذي أهدته نفس قوى الاستكبار العالمي الأحواز العربية، ذات السبعة أضعاف مساحة فلسطين، على طبق من ذهب! فصارت إيران دولة قائمة على احتلالٍ صامت، ثم ثورةٍ مُعلبة من الخارج، جُعل لها وجه الخميني، لكنها صُنعَت بإخراج من رأى في الشاه خطراً، فأتى بخليفة جديد أكثر شراسة.

قالوا لنا إن الخميني سيحرر القدس، لكنه صرح منذ اللحظة الأولى:

"طريق القدس يمر بمكة!"

فهل سمعتم أعجب من هذا؟
إنه طريق لاحتلال الكعبة قبل القدس!
لكن العرب، كالعادة، يغنون إذا سمعوا شعارات، ويرقصون إن خُدِعوا باسم المقاومة.

العراق... جدار العروبة الذي هدموه

عندما بدأت الثورة المزعومة، كان العراق، بحضارته وعروبته، سدًّا في وجه المد الصفوي. فبدأت إيران بشن الحرب عليه. وحين يُقال إن العراق هو من بدأ، فهذه كذبة تاريخية يرددها "الزبابيك"—وهو المصطلح العراقي لمن يعترض بلا فهم ولا وعي.

الدلائل كثيرة، من "إيران غيت" إلى الطائرات المليئة بالسلاح للخميني، إلى الصمت الدولي المطبق على جرائم الميليشيات الإيرانية، بل الدعم الضمني لها.

ثم، لما خرج العراق منتصرًا، كانت العقوبة من الاستكبار قاسية:
غزو أمريكي، بمباركة إيرانية، وسكوت عربي مريب.

وكانت فتوى آية الله العظمى محرر القدس تقول:

"حرام الدفاع عن العراق."
لكن حلال تقديم سيف الإمام علي لبول بريمر!

فأين القدس؟
لقد رأينا ميليشيات محرري القدس تفتك بالفلسطينيين في العراق، تُصادر أموالهم، تُهجرهم، وتتركهم نهشًا للضباع في صحراء الريشة.

ثم جاء دور الشام... مذبحة العصر

بعد العراق، جاء دور الشام. تلك الشام التي كانت دومًا بوابة الفتح، صارت مسرحًا للذبح. كل من فيها من أحرار العرب حُوصر، وقُتل، وهُجر، وذُبح على مرأى من الأمم. لا لذنب إلا لأنه لم يقبل أن يكون خادمًا في بلاط كسرى الجديد، ولا أن يُساق مع الميليشيات كما سِيق النعمان بن المنذر!

لكن العاقبة للحق، فقد شاء الله أن يتحول محور الشر إلى دوائر يأكل بعضها بعضًا.
روسيا تغوص في مستنقع دماء،
إيران تُنزف في أطرافها،
وإسرائيل ترتعد من زوال تفوقها.

ماذا لو انتصر أحد الطرفين؟

لو انتصرت إسرائيل؟
لن يكون جديدًا، لكنها لا تملك مقومات السيطرة الكاملة، فهي كيان صغير في بحر عربي واسع، محاط برفض فطري لا يُقهر.

لكن إن انتصرت إيران؟
فهنا الكارثة…
ستبتلع الأمة، من المحيط إلى الخليج، بفضل خلاياها السرطانية التي تغذيها في أجساد العرب، وتُميت أبناءهم لأجل قائد من "قم" أو "طهران". تلك الخلايا التي تُنبت كما تنبت الفطريات السامة متى وجدت تربة خصبة من الجهل أو الخيانة.

إذن، ما الحل؟

الحل يا عرب، ألا تكونوا رُعاة بني نُمير!
لا تنجروا خلف صراعات لا تمثلنا،
لا تصفقوا لجرائم ترتدي قناع المقاومة،
لا تهتفوا تحت رايات أعداء الأمة.

بل يجب أن تكون لنا مصلحة عليا عربية واحدة، نرفض كل من يعبث بأرضنا، باسم التطبيع أو التشيّع.

بل يجب أن تُسنّ قوانين عربية صارمة تجرّم كل تمجيد للطغيان، أكان صهيونيًا أم صفويًا،  مجرم يُحاكم لا مُصفقًا يُكرّم.

في الختام:

يا عرب، إن تهتم اليوم، فسوف تُصبّ عليكم كؤوس العار كما صُبّت على بني نُمير.

وإن طربتم للشعارات، فاعلموا أن الراعي النميري لم يكن سوى طفل يلهو بين الجبابرة…
فانتهى وقد جرّ قومه إلى حفرة التاريخ، وما خرجوا منها إلى اليوم.

فلا تكونوا راعي بني نُمير… فتَرَوا العجب!


اقرا المزيد
0

شارك عبر

0 0 0 +1
Newer Posts Older Posts Home

اتصل بنا

Name

Email *

Message *

رياضة

تصنيفات

شركاؤنا

فني تكييف بالكويت تصليح ثلاجات الكويت تصليح غسالات الكويت